Charh Asmaa oullaahi (Commentaires sur Les Noms et Attributs d'Allaah)
Charh Asmaa oullaahil Housnaa Par Hassan Kâ Hafizhahoullaah (commentaires sur Les Beaux Noms et Attributs d'Allaah
شرح
أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة
{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها }
كتبه
الفقير إلى الله تعالى
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
راجعه :
الشيخ / د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو الإفتاء بالرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية سابقاً
المقدمة
فإنَّ الله قد جعل لكل مطلوب سبباً وطريقاً يوصل إليه ، والإيمان هو أعظم المطالب وأهمها ، وقد جعل الله له أسباباً تجلبه وتقويه ، كما كان له أسباب تضعفه وتوهيه .
ومن أعظم ما يقوِّي الإيمان ويجلبه معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها ، والتعبد لله بها قال الله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون }[1] وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن لله تسعةً وتسعين اسماً ؛ مائةً إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة " [2] أي من حفظها ، وفهم معانيها ومدلولها ، وأثنى على الله بها ، وسأله بها ، واعتقدها دخل الجنة . والجنة لا يدخلها إلا المؤمنون . فُعُلِمَ أن ذلك أعظم ينبوع ومادة لحصول الإيمان ، وقوته وثباته . ومعرفة الأسماء الحسنى بمراتبها الثلاث : إحصاء ألفاظها وعددها ، وفهم معانيها ومدلولها ، ودعاء الله بها دعاءَ الثناء والعبادة ، ودعاء المسألة – وهي أصل الإيمان ، والإيمان يرجع إليها ، لأن معرفتها تتضمن أنواع التوحيد الثلاثة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات .
وهذه الأنواع هي روح الإيمان وأصله وغايته ، فكلما ازداد العبد معرفةً بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه ، وقوي يقينه . فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله ، من غير تعطيل ولا تمثيل ، ولا تحريف ولا تكييف . بل تكون المعرفة متلقاة من الكتاب والسنة وما روي عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، فهذه هي المعرفة النافعة التي لا يزال صاحبها في زيادة في إيمانه ، وقوة يقينه ، وطمأنينة في أحواله ، ومحبة لربه فمن عرف الله بأسمائه ، وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة . ولهذا كانت المعطلة والفرعونية ، والجهمية قُطَّاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى محبة الله تعالى .[3]
· ومن الأمور التي تقوّي الإيمان وتجلبه تدبر القرآن الكريم ، فإنَّ المتدبر للقرآن لا يزال يستفيد من علومه ومعارفه ما يزداد به إيماناً ، وكذلك إذا نظر إلى انتظامه ، وإحكامه وأنه يصدِّق بعضه بعضاَ ويوافق بعضه بعضاً ليس فيه تناقض ولا اختلاف ؛ فإذا قرأه العبد بالتدبُّر ، والتفهم لمعانيه ، وما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ، ليتفهَّم مراد صاحبه منه ، فهذا من أعظم مقويِّات الإيمان . وحسن التأمل لما يرى العبد ويسمع من الآيات المشهودة والآيات المتلوَّة يثمر صحة البصيرة . وملاك ذلك كله هو أن ينقل العبد قلبه من وطن الدنيا ، ويسكنه وطن الآخرة . ثم يُقبل به كله على معاني القرآن ويتدبَّر معانيه ويفهم ما يراد منه ، وما أنزل لأجله ويأخذ نصيبه وحظه من كل آية من آياته وينزلها على داء قلبه ، فهذه طريقة مختصرة قريبة سهلة موصلة إلى الرفيق الأعلى ، وهي من أقرب الطرق لتدبر القرآن الكريم [4] .
· وكذلك معرفة أحاديث النبي ‘ وما تدعو إليه من علوم الإيمان وأعماله ، وكل ذلك من محصِّلات الإيمان ومقوياته ، فكلما ازداد العبد معرفة بكتاب الله وسنة رسوله ازداد إيمانه ويقينه وقد يصل في علمه وإيمانه إلى مرتبة اليقين .
· ومن طرق موجبات الإيمان وأسبابه : معرفة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية ، والأوصاف الكريمة ، فإنَّ من عرفه حق المعرفة لم يَرْتَبْ في صدقه وصدق ما جاء به : من الكتاب والسنة والدين الحق .